بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا معلمة رياضيات والطالبات صراحه جننيني مشاغبات جدا ومش متقبلات الماده ولا المعلمه ولا المدرسه ودائما يتكرر منهن سؤال: مين أخترع الدراسه؟
وليه ندرس؟ وأيش الفائده؟ وليه نتعب؟
ذكرت لهن أن أول آيه انزلت هي ((أقرأ )) وهي أمر من الله لنا بالتعلم والقراءه والبحث عن العلم من مصادره المختلفه كان ردهن:
أنه تعلمنا نقرأ ونكتب خلاص ماله داعي نجي المدرسه كل يوم ونتعب وندرس ونختبر
فعشان يطفشوني يحاولن قدر المستطاع ان يسببن شغب في الحصه ولا مبالاه وبعضهن لاتحضر حتى الكتاب معها فأريد نصيحتك كيف أحتويهن وخاصه أنهن مراهقات وكيف أتعامل معهن؟ طالبات أول وثاني وثالث متوسط
والمشكله الأكبر لدي طالبه متفوقه وذكيه جدا جدا لكن من شهر ونص توفى أخاها فتأثرت كثيرا وأصبحت أكثر شرا ومشاكلها يوم عن يوم تزداد مع الطالبات والمعلمات مستواها نزل كثيييييييرا وأصبحت درجاتها ضمن حدود الجيد وأقل
في أمتحان يوم الأحد أكتشفت أنها لجأت للغش لأنها لم تذاكر وأخذت البرشامه منها بعد الأمتحان جاءتني وأعتذرت ووعدتني أنها لن تكرر ذلك وبررت موقفها بتأثرها بوفاة أخيها ,, ولكن سلوكها سيء جدا
وعندما كنت أتحدث معها أحسست أنها تملك قلبا طيبا وحنونا وفي قلبها نور ولكنها غلفته بغطاء الظلمه والحزن والشر والعنف فطلبت منها يوم الأربعاء ان أتحدث معها يوم السبت لوحدنا فمانصيحتك لي ماذا أقول لها وكيف أحتويها؟
وكنت أفكر أن أهديها كتابا لكن أحترت ماذا أختار ومالمضمون للكتاب؟ وأشكر لك صبرك وطولة بالك
بسم الله الرحمن الرحيم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أختي الغالية شكرا على حرصك على جودة عملك وشكرا على ثقتك بموقعك المستشار..
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا فزدنا علما وانفعنا به.
بداية ألخص استشارتك في نقطتين:
1_مشكلتك في ضبط الطالبات وإقناعهن بمادتك.
2_مشكلة الطالبة المتفوقة ومساعدتها على نفسها.
أتقدم بجزيل الشكر لك على تقديرك رسالتك وتفهمك أن التعليم ليس وظيفة فحسب إنما رسالة كالمزارع الذي يغرس البذور.
ويسقي الحرث لتنبت الحديقة والبستان أو يحصد الشوك والحنظل بحسب ما يغرس، كذلك أنتِ بحسب ما تغرسين من قيم وبحسب القالب الذي تقدمين هذا الغرس.
أولا: مشكلة ضبط الطالبات:
1_بإدراكك الصفات العمرية للمرحلة التي تدرسينها تتجاوزين الكثير بإذن الله من المشكلات.
فمن سمات المرحلة المتوسطة النزوع إلى إثبات الذات وإلى التمرد والاستقلالية، والغضب، وتعتريهم حالات الاكتئاب،وثنائية المشاعر، وينتابهم الخجل والانطواء هذا جانب وخيط ولتبحثي بنفسك
2_اكتشفي بنفسك شخصيات طالباتك فلكل طالبة ما يناسبها من التعامل
فإحداهن تحتاج منك احتواء وأخرى تحتاج الحزم الشديد وأخرى يتطلب التعامل معها إلى تجاهل لتصرفها السلبي وأخرى تحتاج إبراز سلوكها الإيجابي وتمييزها.
وأؤكد على نقطة دعم وتعزيز والثناء على الطالبات الهادئات المؤدبات ومكافئتهن والالتفات إليهن دوما ووضعهن في الصورة وإبرازهنّ، واللاتي قد يتأثرن بسبب التركيز على زميلاتهن المشاغبات.
وهكذا أنتِ من يقدّر بحسب ما ترين من تصرفات وسلوكيات.
3_أعيدي ترتيب نفسك من الداخل ينتظم فصلك بإذن الله.فأنتِ تحتاجين مهارات تقدير الذات امنحي نفسك القليل من الثقة فأنتِ لم توجدي في هذا المكان إلا لأنكِ أهل له.
ولأنك وصلتِ إلى مرحلة العطاء ومرحلة النضج فكوني ايجابية في التعامل مع نفسك،كذلك تكتسبينها بخوض المواقف وبالقراءة وحضور الدورات، وأن تسألي الله ان يمنحك الثقة والثبات.
ويحضرني قول الشاعر:
إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها
هوانا بها كانت على الناس أهون
4_أعيدي سنّ القوانين لفصولك التي تدرسين.ولتعاملك مع الطالبات
وأخبري طالباتك بأن هناك ما يستجد نظرا لهذا الإنفلات وعدم احترام المادة والعلم، وأعطيهنّ بحزم قوانينك والتي ستتعرض من تخرمها للعقاب (يمنع الدخول بعد المعلمة _يجب إحضار الكتاب والأدوات كاملة _يمنع النقاشات الجانبية_يؤجل أي حديث خارج موضوع الدرس إلى الأوقات المتبقية من الحصة).
واجعلي لكِ سلم عقوبات (سواء عقوبات مادية بالخصم من الدرجات أو عقوبات معنوية كتجاهل صاحبة السلوك السلبي حتى يختفي أو استدعاء الأم)
5_طالباتك كالأطفال برغم أحجامهنّ إلا أنهنّ أطفال بالفعل فلا تدعي لهنّ الفرصة في التمادي في النقاش،ومحاولاتهنّ الخروج من موضوع الدرس، كوني حازمة معهنّ والحزم يكون بالنظرة الواثقة الثابتة والموقف الهادئ والقلب الصامد الواثق بربه جلّ وعلا.
والكلمة المختصرة.واجعلي لكل موقفه ما يناسبه وحولي المواقف لصالحك، فربما أصدرت إحداهنّ تعليقا فلا تتعاملي معه بتشنج بل ليكن ردّ فعلك ملائما لهذا التعليق وبشكل يجعل الكفة لصالحك.
6_كونك في مدرسة أهلية لا يعطي للطالبات الأحقية بالاستهتار بمعلمتهنّ فهذا للأسف بسبب نظرة البعض للمعلم المنتسب لمدرسة أهلية.
بل إن كثيرا من المعلمين والمعلمات يعانون من طلابهم ومن أسباب هذه المعاناة الإعلام الذي ظلم المعلم وجعل منه مادة للتندر! ولكن المعلم هو من يغير هذه النظرة.
7_خصصي وقتا لنقاش المواضيع الأخرى وأشغلي طالباتك قبل أن يشغلنك،أشغليهن بأفكار جديدة في تقديم درسك، وبالتطبيقات العملية وتابعيهن،وبالنقاشات التي تحضرينها جيدا وتتوقعين السؤال حولها.
8_لا تبدئي الدرس ولا السلام إلا بعد انتظام الطالبات بشكل كامل وصمتهن وهدوءهنّ وبعد أن تعتدل كل طالبة في مكانها.
9_ماكان الرفق في شيء إلا زانه، كوني متوازنة، الحزم ليس بالصوت العالي (الذي قد تضطرين إليه قليلا فقط) والحزم لا يتعارض مع الرفق وارفقي بذاتك أيضا، فاجعلي لك مناعة ضد المواقف السلبية.
لا تعطيها الفرصة بإزعاجك بل انظري إليها على أنها خبرات ستتجنبين الوقوع فيها مستقبلا، وأن مضايقة الطالبات أمر طبيعي فهو جزء من مرحلة يمرون بها.
وتحدثي عن هذه المواقف مع أهلك وصديقاتك ليس على سبيل الضيق بل على سبيل التندر والتفريغ والتخلص من أي مشاعر سلبية.
10_ربما تكوني جديدة في ميدان التدريس وبقدر ما نتألم نتعلم، فكل سنة في التدريس تتعلمين كثيرا وتستمتعين كثيرا وتكتشفين المزيد وتستفيدين الخبرة العملية، واقرئي كثيرا في كتب تطوير الذات مثل كتاب (ريّح بالك للدكتور عبد الله الملحم)
واطلعي على كتب تعديل السلوك وتابعي برنامج (فنون التربية الايجابية للدكتور مصطفى ابوسعد) على شبكة الانترنت
10_اجعلي الدعاء رفيقك فلا توفيق إلا بالله، واستغفري وادعي في سجودك بأن الله يساعدك عليهنّ ويهديهن.
ثانيا:طالبتك المتفوقة والمتوفى أخيها..
بالنسبة لتلك الطالبة المتفوقة فتأثرها بوفاة أخيها سبب، قد تتوارى خلفه أسباب، ربما الطالبة لم تجد حقها من التعزيز عندما كان سلوكها جيدا
فلجأت إلى لفت النظر بهذه الطريقة، وربما حزن أسرتها وتأثرهم أشغلهم عن متابعتها فيكون سلوكها محاولة للفت نظر أسرتها، وقد يكون بتأثرها بصديقات سيئات.
أخبريها أنك مستعدة لتقفي بجانبها وستمنحينها الثقة واختبريها بتكليفها بمهام على مراحل واسأليها عن أثر لك مثلا:
1_أن تلزم الاستغفار على الأقل 100 مرة يوميا
2_أن يمرّ هذا الأسبوع دون فوضى
3_أن تقرأ يوميا وجه من القرآن أو آية
4_أن تبدأ في وضع برنامج قراءة واختاري لها الكتب منها كتاب(خمسون شمعة لأبنائي وبناتي لــد.عبد الكريم بكار) وكتاب(مهارات الحياة الوجدانية لــد مصطفى أبو سعد)
5_أن تشارك في الإذاعة المدرسية الأسبوع القادم
6_أن تقدم تصميما أو مقاطع عن موضوع تختارينه ويناسبها.
وهكذا اشغليها بما ينفعها، ولا تعلقيها بك بل علّقيها بخالقها، ولا تدفعك العاطفة أن تفشيها أسرارك بل ضعي لنفسك خطا لا تتجاوزينه.
وكذلك ضعي لها حدودا تقف عندها معكِ خاصة أن طالبات المرحلة المتوسطة متقلبات العاطفة والمزاج ومندفعات.
هذا والله أعلم وأسأل الله العظيم أن ييسر لك أمرك ويفرج همك ويعينك على أداء هذه الرسالة العظيمة وأداء الأمانة والقيام بواجبك خير قيام وأكثر من ذلك.
وأتمنى أن تبشرينا بالنتائج الرائعة قريبا.
الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي
المصدر: موقع المستشار